حكم المحبة ثابت الاركان

حُكمُ المَحَبَّةِ ثَابتُ الأركَانِ * * مَا للصُّدُودِ بِفَسخِ ذَاكَ يَدَانِ



أنَّى وَقَاضِي الحُسنِ نفَّذ حُكمَها * * فَلِذَا أَقَرَّ بِذَلِكَ الخَصمانِ

وَأتَت شُهُودُ الوَصلِ تَشهَدُ أنه * * حَقًّا جَرَى في مَجلسِ الإِحسانِ

فتأكَّدَ الحُكمُ العزيزُ فَلَم تَجِد * * فَسخُ الوُشَاةِ إلَيهِ مِن سُلطَانِ

وَلأجلِ ذَا حُكمُ العَذُولِ تَدَاعت ال* * أركانُ مِنهُ فَخَرَّ للأذقَانِ

وأتى الوُشاةُ فَصَادَفُوا الحُكمَ الذِي * * حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ

ما صَادَفَ الحُكمُ المَحَلَّ وَلا هُوَ اس * * تَوفَى الشُروطَ فَصَارَ ذا بُطلاَن

فَلِذَاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثبَتَ مَحضَراً * * بِفسَادِ حُكمِ الهَجرِ والسُّلوانِ

وَحكَى لَكَ الحُكمَ المُحالَ وَنَقضَهُ * * فاسمع إذاً يا مَن لَهُ أُذُنَانِ

حُكمُ الوُشَاةِ بِغيرِ مَا بُرهَانِ * * إنَّ المحبَّةَ والصُدُودَ لِدَانِ

وَاللهِ ما هذَا بِحُكمٍ مُقسِطٍ * * أينَ الغَرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَان

شتَّان بين الحالتَينِ فَإِن تُرِد * * جَمعاً فما الضِّدَّانِ يَجتَمعَانِ

يَا وَالِهاً هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ * * إذ بَاعَهَا غَبناً بِكُلِّ هَوَان

أتَبِيعُ مَن تَهواهُ نَفسُك طِائِعاً * * بالصَّدِّ والتَّعذيبِ والهِجرَانِ

أجَهِلتَ أوصَافَ المبِيعِ وقَدرَهُ * * أم كُنتَ ذا جَهلٍ بِذِي الأثمَانِ

وَاهاً لِقَلبٍ لا يُفَارِقُ طَيرُه ال * * أغصَانَ قَائِمةً عَلى الكُثبَان

وَيَظَلُّ يَسجَعُ فوقَهَا وَلِغَيرِهِ * * مِنهَا الثِّمَارُ وكُلُّ قِطفٍ دَانِ

ويبيتُ يَبكِي والمواصِل ضَاحِكٌ * * وَيَظَلُّ يشكُو وهو ذُو هجرانِ

هَذا وَلَو أنَّ الجَمَالَ مَعلَّقٌ * * بالنَّجمِ هَمَّ إليهِ بالطَّيرانِ

لِلَّهِ زائِرَةٌ بِلَيلٍ لَم تَخَف * * عَسَسَ الاميرِ وَمَرصَدَ السَّجَانِ

******************************************

شرح ابيات القصيدة:


في البيت الأول :

يبين الشاعر مى صدق الحب الذي وقع في قلبه تجاه معشوقته التي وصفها بقصده ما للصدود بفس ذاك يدان

في البيت الثاني - الرابع :

يبين لنا الشاعر المعارضات والصدد التي واجهها من قبل عائلته وعائلة معشوقته ويصفها من شدة المعارضة وكأنه في محكمة ظاهرها الخير لكن باطنها غير ذلك ، ثم يوضح أن هذا الحب قد أقر من الطرفان ( العشيق ومعشوقته ) ، فلما كل هذا الصد والوقوف بطريقنا ولم يكن له أي صد إلا أن هذا الحب قد أتم برضاء العشيقين وعدم موافقة الأهل

البيت الخامس - الثامن :
هنا يبين الشاعر المواقف وردود الأفعال التي حصلت من قبل الطرفين ( الأهالي ) الذي لم يكن متوقعا باستمرار الحب وتاكيده من قبل صاحب الحكم واصفا إياه بقاضي الحسن الذي وافقوا عله ظاهرا وهم متيقنون أن هذا القرار باطلا

البيت التاسع - الثاني عشر :
يخاطب الشاعر الناس أصحاب الآذان الواعية هل من سبب للطرفين لإفساد الحب ؟ إذا كان هناك سبب لما الموافقة على الحكم باستمرار الحب وكان موقفكم الأول البطلان ؟ أليس هذان ضدان لرأيكم ؟
لماذا تقفون في وجه العاشق على أن توافقوا عليه مستقبلا ( وكأنه يقول لماذا تمنعون اللقاء والكلام مع بعضنا علما أنه بعد فترة لطلب يدها ستوافقون ولا تمانعون بعدها في اللقاء )

البيت الثالث عشر إلى آخر القصيدة :

هنا يصف الشاعر العديد من المواقف بعد عناء وتعب من الصدود والردود : أتوافق على الهجران بعد طول عناء لتعذب نفسك وتعذب معشوقتك ! هل بذه السهولة تكف عن بيعك ( يصف الحب وكأنه تجارة وقد خسرتها لعدم معرفتك الثمن )

ثم يعطينا موقفا ومشهدا آخر لمن استمر في الحب رغم الردود ، وكيف الشعور بينه وبين محبوبته وهم في غاية السرور والفرح وكأن العشيق طير ومعشوقته شجرة يتدلى هذا الطير على أغصان محبوبته ، ليثمر هذا الحب ويعطي الثمار لمن حوله ( يصف الحب والضحك والمرح والسرور بالثمار التي تنتجها محبوبته ما دام الطير يغرد عى أغصانه فهي تنتج الثمر على أكمل وجه )

**************************************